دعم أوروبي وعربي واسع لوحدة وسيادة الصومال ورفض الاعتراف بـ«أرض الصومال»
أكدت جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي موقفهما الداعم لوحدة وسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية، في ردود فعل متتالية على إعلان إسرائيل اعترافها بإقليم «أرض الصومال» ككيان مستقل، وهي خطوة قوبلت بإدانات عربية وإقليمية ودولية واسعة.
وفي هذا السياق، أدان مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، خلال اجتماع غير عادي عُقد أمس، بأشد العبارات الاعتراف الإسرائيلي بإقليم «أرض الصومال»، معتبراً هذا الإجراء غير قانوني وباطلاً ولاغياً وفقاً لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وشدد البيان الصادر عن المجلس على أن الإقليم الواقع في الشمال الغربي من الصومال يُعد جزءاً لا يتجزأ من جمهورية الصومال الفيدرالية ذات السيادة الكاملة والمعترف بها دولياً، مؤكداً أن الخطوة الإسرائيلية التي أُعلن عنها يوم الجمعة الماضي تندرج ضمن محاولات متكررة لزعزعة الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
واعتبر المجلس أن هذا الاعتراف يشكل محاولة خطيرة لإعادة رسم الخريطة الجيوسياسية في منطقة خليج عدن والبحر الأحمر، قبالة السواحل الصومالية، محذراً من استغلال أي جزء من الأراضي الصومالية من قبل أطراف خارجية كمنصة لأعمال عسكرية أو استخباراتية أو عدائية تستهدف دولاً أخرى في المنطقة.
وجددت جامعة الدول العربية دعمها الكامل لأمن واستقرار ووحدة الصومال، مؤكدة حقه المشروع في الدفاع عن أراضيه وسيادته الوطنية وفق مبادئ القانون الدولي والميثاق الأممي.
كما دعا المجلس جميع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية إلى الامتناع عن أي تعامل رسمي أو غير رسمي مع سلطات إقليم «أرض الصومال» خارج إطار السيادة الصومالية، محذراً من أن الإقدام على مثل هذه الخطوات قد يشكل سابقة خطيرة تهدد استقرار القرن الأفريقي والمنطقة بأكملها.
من جانبه، أكد سفير الصومال لدى القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، علي عبدي أواري، أن ما أعلنته حكومة الاحتلال الإسرائيلي بشأن الاعتراف المزعوم بإقليم أرض الصومال لا يمكن فصله عن نهج عدواني مستمر يستهدف تقويض شرعية الدول، ونشر الفوضى، ودعم النزعات الانفصالية.
وفي السياق ذاته، أوضح رئيس الوزراء الصومالي حمزة عبدي بري أن الحكومة الصومالية تحركت دبلوماسياً بشكل عاجل مع الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية، مشيراً إلى وجود مواقف إقليمية ودولية داعمة لسيادة الصومال ووحدة أراضيه.
وحذّر بري من أن هذه الخطوة قد تأتي ضمن مساعٍ لإيجاد موطئ قدم في القرن الأفريقي والسيطرة على البحر الأحمر ومضيق باب المندب، بما يشكل تهديداً مباشراً للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
وأضاف أن الصومال على تواصل مستمر مع الولايات المتحدة، مؤكداً أن الموقف الأمريكي الداعم لسيادة الصومال يعكس احترام المجتمع الدولي لوحدة البلاد وسلامة أراضيها.
وعلى الصعيد الأوروبي، أعلن الاتحاد الأوروبي موقفه الرافض للاعتراف بإقليم «أرض الصومال»، داعياً إلى احترام وحدة وسيادة وسلامة أراضي جمهورية الصومال الفيدرالية. وقال الناطق باسم الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، أنور العنوني، في بيان رسمي إن الاتحاد يؤكد مجدداً أهمية الالتزام بوحدة الصومال وسيادته وفق دستوره ومواثيق الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة.
وأوضح العنوني أن احترام هذه المبادئ يُعد أساسياً لضمان السلام والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي يشجع على الحوار الجاد والبنّاء بين إقليم أرض الصومال والحكومة الفيدرالية الصومالية، بهدف حل الخلافات القائمة منذ سنوات عبر الطرق السياسية والدبلوماسية، بعيداً عن أي خطوات أحادية من شأنها تعقيد المشهد وزيادة التوتر في المنطقة.
