| ألا أمُّ عَمْروٍ أجْمَعَتْ فاسْتَقَلَّتِ |
| وَمَا وَدَّعَتْ جِيرَانَها إذْ تَوَلَّتِ |
| وَقَدْ سَبَقَتْنَا أمُّ عَمْرٍو بأمْرِهَا |
| وَكانَتْ بأعْنَاقِ المَطِيِّ أَظَلَّتِ |
| بِعَيْنَيَّ ما أمْسَتْ فَبَاتَتْ فَأصْبَحَتْ |
| فَقَضَّتْ أمُورا فاسْتَقَلَّتْ فَوَلَّتِ |
| فَوَا كَبِدا على أُمَيْمَةَ بَعْدَما |
| طَمِعْتُ، فَهَبْهَا نِعْمَةَ العَيْشِ زَلَّتِ |
| فَيَا جَارَتِي وأنْتِ غَيْرُ مُلِيمَةٍ |
| إذا ذُكِرَتْ ولا بِذَاتِ تَقَلَّتِ |
| لَقَدْ أعْجَبَتْنِي لا سَقُوطا قِنَاعُها |
| إذا ما مَشَتْ ولا بِذَاتِ تَلَفُّتِ |
| تَبيتُ، بُعَيْدَ النَّوْمِ، تُهْدِي غَبُوقَها |
| لِجَارَتِها إذا الـهَدِيَّةُ قَلَّتِ |
| تَحُلُّ، بِمَنْجاةٍ مِنَ اللَّوْمِ، بَيْتَها |
| إذا ما بُيُوتٌ بالمَذَمَّةِ حُلَّتِ |
| كأنّ لـها في الأرْضِ نِسْيا تَقُصُّهُ |
| على أُمِّها وإنْ تُكَلِّمْكَ تَبْلَتِ |
| أمَيْمَةُ لا يُخزى نَثَاها حَلِيلَها |
| إذا ذُكِرَ النّسْوَانُ عَفَّتْ وَجَلَّتِ |
| إذَا هُوَ أمْسَى آبَ قُرَّةَ عَيْنِهِ |
| مَآبَ السَّعِيدِ لم يَسَلْ: أينَ ظَلَّتِ |
| فَدَقَّتْ، وَجَلَّتْ، واسْبَكَرَّتْ، وأُكْمِلَتْ |
| فَلَوْ جُنَّ إنْسَانٌ من الحُسْنِ جُنَّتِ |
| فَبِتْنَا كأنّ البَيْتَ حُجِّرَ فَوْقَنَا |
| بِرَيْحانَةٍ رِيحَتْ عِشَاءً وَطُلَّتِ |
| بِرَيْحَانَةٍ مِنْ بَطْنِ حَلْيَةَ نَوَّرَتْ |
| لـها أَرَجٌ ما حَوْلَهَا غَيْرُ مُسْنِتِ |
| وَبَاضِعَةٍ، حُمْرِ القِسِيِّ، بَعَثْتُها |
| وَمَنْ يَغْزُ يَغْنَمْ مَرَّةً، وَيُشَمَّتِ |
| خَرَجْنَا مِنَ الوَادِي الذي بَيْنَ مِشْعَلٍ |
| وَبَيْنَ الجَبَا هَيْهَاتَ أنْشَأتُ سُرْبَتِي |
| أُمَشِّي على الأرْضِ التي لَنْ تَضُرَّنِي |
| لأَنْكِيَ قَوْما أو أُصَادِفَ حُمَّتِي |
| أُمَشِّي على أيْنِ الغُزَاةِ وَبُعْدِها |
| يُقَرِّبُني مِنْها رَوَاحِي وَغُدْوَتي |
| وَأُمُّ عِيَالٍ، قَدْ شَهِدْتُ، تَقُوتُهُمْ |
| إذا أَطْعَمَتْهُمْ أَوْتَحَتْ وَأَقَلَّتِ |
| تَخَافُ عَلَيْنَا العَيْلَ إنْ هي أكْثَرَتْ |
| وَنَحْنُ جِيَاعٌ أيَّ آلٍ تَأَلَّتِ |
| مُصَعْلِكَةٌ لا يَقْصُرُ السِّتْرُ دُونَها |
| ولا تُرْتَجَى للبَيْتِ إنْ لَمْ تُبَيِّتِ |
| لَهَا وَفْضَةٌ فيها ثلاثونَ سَيْحَفا |
| إذا انسَتْ أُولَى العَدِيِّ اقْشَعَرَّتِ |
| وَتَأْتِي العَدِيَّ بارِزا نِصْفُ سَاقِها |
| تَجُولُ كَعَيْرِ العَانَةِ المُتَفَلِّتِ |
| إذا فَزِعُوا طارَتْ بأبْيَضَ صَارِمٍ |
| وَرَامَتْ بما في جَفْرِها ثمَّ سَلَّتِ |
| حُسَامٌ كَلَوْنِ المِلْحِ صافٍ حَدِيدُهُ |
| جُرَازٍ كأقْطَاعِ الغدِيرِ المُنَعَّتِ |
| تَرَاهَا كأذْنَابِ الحَسِيلِ صَوَادِرا |
| وَقَدْ نَهِلَتْ مِنَ الدّمَاءِ وَعَلَّتِ |
| قَتَلْنَا قَتِيلاً مُحْرِماً بِمُلَبِّدٍ |
| جِمَارَ مِنًى وَسْطَ الحَجِيج المُصَوِّتِ |
| جَزَيْنَا سَلاَمانَ بْنَ مُفْرِج قَرْضَها |
| بِمَا قَدَمَتْ أيْدِيهِمُ وأزَلَّتِ |
| وَهُنِّىء بي قَوْمٌ وما إنْ هَنَأْتُهُمْ |
| وأصْبَحْتُ في قَوْمٍ وَلَيْسُوا بِمَنْبِتِي |
| فَإنْ تُقْبِلوا تُقْبِلْ بِمَنْ نِيْلَ مِنْهُمُ |
| وإنْ تُدْبِروا فَأُمُّ مَنْ نِيْلَ فُتَّتِ |
| شَفَيْنَا بِعَبْدِ اللِه بَعْضَ غَلِيلِنَا |
| وَعَوْفٍ لَدَى المَعْدَى أَوَانَ اسْتَهَلَّتِ |
| إذا ما أتَتْنِي مِيتَتِي لم أُبَالِهَا |
| ولم تُذْرِ خالاتي الدُّمُوعَ وَعَمَّتِي |
| ألاَ لا تَعُدْني إنْ تَشَكِّيْتُ خُلَّتي |
| شَفَاني بأعلى ذي البُرَيْقَيْنِ عَدْوَتي |
| وإنّي لَحُلْوٌ إنْ أرِيدَتْ حَلاَوَتي |
| وَمُرُّ إذا نَفْسُ العَزُوفِ اسْتَمَرَّتِ |
| أبيُّ لِمَا يَأْبَى سَرِيعٌ مَبَاءَتي |
| إلى كُلِّ نَفْسٍ تَنْتَحِي في مَسَرَّتي |
| وَلَوْ لَمْ أرِمْ في أهْلِ بَيْتي قاعِدا |
| أتَتْنِي إِذَنْ بَيْن العَمُودَيْنِ حُمَّتِي |