أخبار تقنية

ما هو الفرق بين الإيصال الإلكتروني والفاتورة الإلكترونية؟

ما هو الفرق بين الإيصال الإلكتروني والفاتورة الإلكترونية؟

ما هو الفرق بين الإيصال الإلكتروني والفاتورة الإلكترونية؟

يشهد العالم اليوم تحولًا رقميًا واسعًا شمل جميع القطاعات الاقتصادية والإدارية، ومن أبرز المجالات التي تأثرت بهذا التحول مجال المحاسبة والضرائب. ومع دخول الأنظمة الإلكترونية في مختلف مراحل التعاملات التجارية، ظهر ما يُعرف بـ “الفاتورة الإلكترونية” و”الإيصال الإلكتروني”، وهما مصطلحان قد يبدوان متشابهين عند البعض، لكن في الواقع هناك فروقات دقيقة ومهمة بينهما من حيث الاستخدام والغرض والمحتوى القانوني.

في هذا المقال سنستعرض بشكل مفصل وواضح الفرق بين الإيصال الإلكتروني والفاتورة الإلكترونية، وسنشرح الهدف من كل نظام ودوره في تطوير بيئة الأعمال في المملكة العربية السعودية، مع توضيح العلاقة بينهما وأثرهما في تسريع عمليات التحصيل والدفع وتحسين الشفافية المالية.

ما هو الفرق بين الإيصال الإلكتروني والفاتورة الإلكترونية؟
ما هو الفرق بين الإيصال الإلكتروني والفاتورة الإلكترونية؟

أولًا: ما هي الفاتورة الإلكترونية؟

الفاتورة الإلكترونية هي وثيقة رقمية تصدر وتُرسل وتُحفظ بطريقة إلكترونية، وتُعد بديلاً رسميًا عن الفاتورة الورقية التقليدية. تصدر هذه الفواتير عادةً في المعاملات التي تتم بين المنشآت التجارية أو بين المنشآت والجهات الحكومية، أي ما يُعرف بمعاملات منشأة إلى منشأة (B2B) أو منشأة إلى جهة حكومية (B2G).

تهدف الفاتورة الإلكترونية إلى توثيق عملية بيع أو تقديم خدمة خاضعة لضريبة القيمة المضافة، بحيث تشمل جميع تفاصيل العملية التجارية، وتُرسل بشكل مباشر إلى هيئة الزكاة والضرائب والجمارك للتحقق والمطابقة.

من أهم البيانات التي تحتوي عليها الفاتورة الإلكترونية:

رقم تسلسلي فريد لكل فاتورة.

اسم البائع ورقم تسجيله في ضريبة القيمة المضافة.

بيانات المشتري (قد تشمل رقم التسجيل الضريبي إن وُجد).

تاريخ إصدار الفاتورة.

وصف السلع أو الخدمات المباعة.

السعر قبل الضريبة وبعدها.

قيمة الضريبة المضافة ونسبتها.

رمز الاستجابة السريعة (QR Code).

توقيع إلكتروني أو رقم تحقق من الهيئة.

الفاتورة الإلكترونية تُعتبر وثيقة قانونية وضريبية أساسية، ويُعتمد عليها في إعداد التقارير الضريبية والمحاسبية، كما أنها تُستخدم لإثبات المعاملات التجارية بين المنشآت المختلفة.

ثانيًا: ما هو الإيصال الإلكتروني؟

الإيصال الإلكتروني هو وثيقة تصدر بشكل رقمي عند إتمام عملية بيع مباشرة للمستهلك النهائي، أي في المعاملات التي تتم بين المنشأة والمستهلك (B2C). يُعد الإيصال الإلكتروني بديلاً عن الإيصال الورقي التقليدي الذي يحصل عليه العميل بعد الشراء من المتجر أو المطعم أو أي نقطة بيع.

يُصدر الإيصال الإلكتروني من خلال أنظمة نقاط البيع (POS) المربوطة إلكترونيًا بهيئة الزكاة والضرائب والجمارك، حيث يتم إرسال جميع البيانات الخاصة بالعملية التجارية إلى الهيئة فورًا بشكل آلي.

من أبرز البيانات التي يحتوي عليها الإيصال الإلكتروني:

اسم المنشأة التجارية ورقم تسجيلها الضريبي.

تفاصيل السلع أو الخدمات المباعة.

الأسعار قبل الضريبة وبعدها.

قيمة الضريبة المضافة.

إجمالي المبلغ المطلوب دفعه.

رمز QR للتحقق من صحة الإيصال.

تاريخ ووقت ومكان عملية الشراء.

الإيصال الإلكتروني يُستخدم لإثبات أن عملية البيع تمت بشكل نظامي، ويُعد وسيلة لتعزيز الشفافية في الأسواق ومكافحة التستر التجاري والتهرب الضريبي.

ثالثًا: الفروقات الجوهرية بين الإيصال الإلكتروني والفاتورة الإلكترونية

رغم أن كليهما يصدر إلكترونيًا ويُرسل إلى هيئة الزكاة والضرائب، إلا أن هناك اختلافات واضحة بينهما من حيث الغرض، ونوع المعاملة، والمستفيد، وطريقة الإصدار.

1. من حيث نوع المعاملة:

الفاتورة الإلكترونية: تُستخدم في المعاملات بين المنشآت أو بين المنشأة والجهة الحكومية.

الإيصال الإلكتروني: يُصدر عند البيع للمستهلك النهائي فقط.

2. من حيث الغرض من الإصدار:

الفاتورة الإلكترونية: تهدف إلى توثيق عملية تجارية خاضعة للضريبة بين أطراف مسجلة في ضريبة القيمة المضافة، وتُستخدم في التقارير الضريبية.

الإيصال الإلكتروني: يُستخدم لإثبات عملية البيع للمستهلك وإظهار تفاصيل الضريبة له، دون الحاجة لإدراج بيانات ضريبية خاصة بالمشتري.

3. من حيث البيانات المطلوبة:

الفاتورة الإلكترونية تتطلب بيانات تفصيلية مثل رقم التسجيل الضريبي للمشتري، رقم الفاتورة التسلسلي، نسبة الضريبة المفروضة، وتفاصيل الخدمة أو السلعة.

الإيصال الإلكتروني يحتوي على بيانات مبسطة تفي بالغرض الاستهلاكي، مثل السعر الإجمالي وقيمة الضريبة فقط.

4. من حيث الربط مع الهيئة:

الفاتورة الإلكترونية تُرسل مباشرة إلى هيئة الزكاة والضرائب والجمارك عبر واجهة برمجة التطبيقات (API) من النظام المحاسبي للمنشأة.

الإيصال الإلكتروني يُرسل عبر نظام نقاط البيع المتصل بمنصة الهيئة بشكل لحظي.

5. من حيث الجهة المستفيدة:

الفاتورة الإلكترونية يستفيد منها المشتري المسجل ضريبيًا، إذ يمكنه خصم ضريبة المدخلات من خلالها.

الإيصال الإلكتروني يُقدم للمستهلك كدليل على الشراء، دون أن يكون له أي علاقة بالخصومات الضريبية.

6. من حيث القيمة القانونية:

الفاتورة الإلكترونية تُعتبر مستندًا رسميًا ضريبيًا يمكن استخدامه في التقارير والمراجعات المحاسبية.

الإيصال الإلكتروني يُعتبر إثباتًا للشراء فقط، ولا يُستخدم في الإقرار الضريبي للمؤسسات.

7. من حيث طريقة الإصدار:

الفاتورة الإلكترونية تصدر عادة عبر برنامج محاسبي أو نظام تخطيط موارد المؤسسات (ERP) متوافق مع متطلبات الهيئة.

الإيصال الإلكتروني يُصدر تلقائيًا من نظام نقاط البيع في المتاجر والمطاعم والصيدليات وغيرها.

رابعًا: أوجه التشابه بين الإيصال والفاتورة الإلكترونية

رغم الاختلافات السابقة، إلا أن هناك أوجه تشابه تجمع بين النظامين، منها:

كلاهما يُصدر ويُرسل إلكترونيًا.

كلاهما يتضمن رمز QR للتحقق من صحة البيانات.

كلاهما يهدف إلى تعزيز الشفافية ومكافحة التستر التجاري.

كلاهما يسهم في تقليل الأخطاء اليدوية وتسهيل حفظ السجلات.

كلاهما يعزز التحول الرقمي في المملكة ويقلل الاعتماد على الورق.

خامسًا: الهدف من تطبيق النظامين في السعودية

أطلقت هيئة الزكاة والضرائب والجمارك نظام الفواتير الإلكترونية والإيصالات الإلكترونية ضمن خطة وطنية شاملة للتحول الرقمي في الأنشطة التجارية.
ويهدف النظام إلى:

رفع كفاءة النظام الضريبي وتسهيل عمليات التحصيل والمراجعة.

الحد من حالات التهرب الضريبي والتستر التجاري.

تعزيز الشفافية بين المنشآت والعملاء.

تحسين تجربة المستخدم في عمليات الشراء والدفع.

تمكين التحول الكامل نحو اقتصاد رقمي غير ورقي.

دعم تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 في الرقمنة المالية.

سادسًا: كيف يتم إصدار الفاتورة الإلكترونية؟

تصدر الفاتورة الإلكترونية من خلال خطوات محددة تضمن توافقها مع متطلبات الهيئة:

تسجيل المنشأة في ضريبة القيمة المضافة.

استخدام نظام فوترة إلكتروني معتمد من الهيئة.

إدخال بيانات العميل والعملية التجارية.

إصدار الفاتورة إلكترونيًا بالصيغة المطلوبة.

إرسال الفاتورة تلقائيًا إلى هيئة الزكاة والضرائب.

حفظ نسخة إلكترونية منها ضمن النظام المحاسبي.

بعد اعتماد الهيئة، تصبح الفاتورة وثيقة رسمية يمكن استخدامها في التقارير المالية والإقرارات الضريبية.

سابعًا: كيف يتم إصدار الإيصال الإلكتروني؟

الإيصال الإلكتروني يُصدر تلقائيًا عند إتمام عملية البيع عبر نظام نقاط البيع، ويتم ذلك من خلال الخطوات التالية:

إدخال بيانات المبيعات في جهاز نقطة البيع.

احتساب قيمة الضريبة المضافة بشكل تلقائي.

إصدار إيصال إلكتروني يحتوي على جميع التفاصيل.

إرسال الإيصال إلى الهيئة بشكل لحظي.

طباعة أو إرسال الإيصال للعميل عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية.

بهذا الشكل، يتم توثيق عملية البيع فورًا دون الحاجة لأي إجراءات إضافية.

ثامنًا: الفرق في الاستخدامات العملية

لفهم الفرق بشكل أوضح، يمكن النظر إلى بعض الأمثلة الواقعية:

في شركة خدمات تسويقية: عندما تقدم خدماتها لشركة أخرى، تُصدر فاتورة إلكترونية تتضمن رقم تسجيل كلتا الشركتين الضريبي.

في متجر بيع بالتجزئة: عندما يشتري عميل منتجًا، يحصل على إيصال إلكتروني لا يحتوي على رقم ضريبي للمشتري، بل فقط على تفاصيل المبيعات والضريبة.

تاسعًا: أثر النظامين على سرعة التحصيل والدفع

إدخال الفواتير والإيصالات الإلكترونية ساهم في تسريع الدورة المالية داخل المنشآت، حيث أصبح بالإمكان تتبع جميع المبيعات لحظيًا، وتقليل الأخطاء الناتجة عن المعاملات الورقية.
كما أن الربط المباشر مع الهيئة أدى إلى زيادة الموثوقية في العمليات المالية، وساعد المنشآت على تحصيل مستحقاتها بشكل أسرع وأكثر دقة.

عاشرًا: أهمية الفاتورة والإيصال الإلكتروني في مكافحة التستر التجاري

أحد الأهداف الرئيسية لتطبيق هذه الأنظمة هو محاربة التستر التجاري، حيث تُسجل جميع العمليات التجارية بشكل إلكتروني، ما يمنع إخفاء الإيرادات أو التلاعب في الفواتير.
بذلك أصبح النظام التجاري أكثر شفافية، وأصبح من السهل تتبع التدفقات المالية داخل السوق السعودي.

حادي عشر: فوائد النظامين للمنشآت والعملاء

من أبرز الفوائد التي تحققها الفواتير والإيصالات الإلكترونية:

تقليل الوقت والجهد في إعداد التقارير المالية.

رفع دقة البيانات وتقليل الأخطاء البشرية.

تسهيل عمليات المراجعة الضريبية والتدقيق المالي.

تسريع عمليات الدفع والتحصيل.

حماية المستهلك وضمان حقوقه الشرائية.

تقليل الاعتماد على الأوراق وتوفير التكاليف.

تعزيز الثقة بين المنشآت والعملاء.

ثاني عشر: التحديات التي واجهت بعض المنشآت

رغم الإيجابيات الكبيرة، واجهت بعض المنشآت الصغيرة تحديات مثل:

نقص المعرفة التقنية بكيفية تطبيق الأنظمة الجديدة.

الحاجة إلى تدريب الموظفين على استخدام برامج الفوترة.

ارتفاع تكاليف التحديث الأولي للأنظمة.

لكن هيئة الزكاة والضرائب والجمارك قدمت دعمًا فنيًا واستشاريًا لتسهيل التكيف مع النظام، كما أتاحت قائمة مزودي حلول فوترة معتمدين بأسعار مناسبة للجميع.

ثالث عشر: مستقبل الفواتير والإيصالات الإلكترونية في السعودية

تتجه المملكة نحو التوسع في استخدام الفواتير والإيصالات الإلكترونية لتشمل المزيد من القطاعات، بالتوازي مع خطط التحول الرقمي الشامل.
ومن المتوقع خلال السنوات القادمة دمج تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والتحليل المالي الذكي في أنظمة الفوترة، بهدف اكتشاف الأخطاء والتلاعب بشكل آلي وتحسين الكفاءة المالية.

رابع عشر: كيف ينعكس الفرق بين الإيصال والفاتورة على إدارة الأعمال؟

فهم الفرق بين الإيصال الإلكتروني والفاتورة الإلكترونية يُساعد المنشآت على تحسين أنظمتها المحاسبية واختيار الحلول التقنية المناسبة لطبيعة نشاطها.
فالشركات التي تتعامل مع منشآت أخرى تحتاج إلى نظام فوترة متكامل يدعم الفواتير الإلكترونية، بينما المتاجر التي تتعامل مباشرة مع المستهلكين تحتاج إلى نظام نقاط بيع يدعم الإيصالات الإلكترونية.

هذا الفهم يسهم في ضمان الامتثال للأنظمة الضريبية وتجنب الغرامات، إلى جانب تحسين كفاءة العمل وتسريع الأداء المالي.

باختصار، الفرق بين الإيصال الإلكتروني والفاتورة الإلكترونية يكمن في الجهة التي تُصدر لها الوثيقة ونوع العملية التجارية.
الفاتورة الإلكترونية تُستخدم بين المنشآت لتوثيق عمليات البيع والخدمات الخاضعة للضريبة، وتُعد مستندًا رسميًا في النظام الضريبي.
أما الإيصال الإلكتروني فيُستخدم لإثبات عمليات البيع للمستهلك النهائي، ويُعتبر وسيلة لتعزيز الشفافية في التعاملات اليومية.

كلا النظامين يُشكلان جزءًا أساسيًا من رحلة التحول الرقمي التي تشهدها المملكة، ويساهمان في تسريع التحصيل، وتسهيل التقارير المالية، وتحقيق الشفافية الكاملة في بيئة الأعمال.

السابق
كيف تؤثر الفاتورة الإلكترونية على سرعة التحصيل والدفع؟
التالي
هل تُقبل الفواتير الإلكترونية كدليل قانوني في المحاكم السعودية؟