قمة استثمارية سعودية–أمريكية غداً في واشنطن لتعزيز الشراكة الاقتصادية
تشهد العاصمة الأمريكية واشنطن غداً قمة استثمارية هامة تجمع بين السعودية والولايات المتحدة، في إطار زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي تُعد الثانية له منذ عام 2018.
ووفق ما ذكرته شبكة سي.بي.إس نيوز، ستُعقد القمة في مركز جون إف. كنيدي للفنون الأدائية، وتنظم بالتعاون بين وزارة الاستثمار السعودية والمجلس التجاري الأمريكي–السعودي، بهدف تعزيز فرص التعاون الاقتصادي بين البلدين.
حجم التبادل التجاري
يُقدر حجم التبادل التجاري بين السعودية وأمريكا منذ عام 2013 وحتى 2024 بحوالي 500 مليار دولار، بينما بلغت قيمة الصادرات السعودية غير النفطية في العام الماضي نحو 82 مليار دولار، في مؤشرات تعكس نمو التعاون التجاري بين الطرفين.
شراكة اقتصادية تصل إلى 600 مليار دولار
تسعى السعودية والولايات المتحدة لتوسيع الشراكات الاقتصادية لتصل إلى 600 مليار دولار، منها اتفاقيات تجاوزت قيمتها 300 مليار دولار أُعلن عنها خلال زيارة الرئيس الأمريكي السابق ترامب إلى الرياض.
ويعتزم ولي العهد والرئيس الأمريكي استكمال المرحلة الثانية من الاتفاقيات لتصل إلى تريليون دولار، ما يعكس التزام الطرفين بتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين.
وتشكل هذه الشراكة امتداداً للتعاون في مجالات متعددة تشمل الأمن والدفاع والتقنية والاقتصاد، بما يساهم في خلق فرص عمل، وتوطين الصناعات، وتنمية المحتوى المحلي، وزيادة الناتج المحلي للمملكة.
استثمارات سعودية في أمريكا
تُعتبر الولايات المتحدة من أبرز وجهات صندوق الاستثمارات العامة السعودي، حيث تستحوذ على نحو 40% من استثمارات الصندوق العالمية. ويُظهر هذا الثقة الكبيرة في الاقتصاد الأمريكي، خاصة في القطاعات الواعدة مثل التقنية والذكاء الاصطناعي، والتي تُسهم في نقل المعرفة وتبادل الخبرات.
وثيقة الشراكة الاقتصادية الإستراتيجية
خلال زيارة الرئيس ترامب للرياض في مايو الماضي، تم توقيع وثيقة الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية، لتعزيز التعاون في مجالات حيوية تشمل الطاقة، الفضاء، النقل الجوي، الأمن، والابتكار.
وشملت الوثيقة:
مذكرة تفاهم في مجال الطاقة لتعزيز أمن الإمدادات وتطوير التقنيات المستدامة.
اتفاقية تنفيذية للتعاون في مجال الفضاء، بما يشمل برامج مشتركة للبحث والتطوير واستكشاف الفضاء.
تعديل على اتفاقية النقل الجوي لتحديث أطر التعاون وزيادة كفاءة الربط الجوي.
عدة مذكرات تفاهم أمنية واقتصادية وتكنولوجية لتعزيز الشراكات الاستراتيجية في الدفاع، الأمن السيبراني، والابتكار.
اتفاقيات في قطاع التعدين والموارد المعدنية لدعم الاستثمارات ونقل المعرفة.
مذكرة لتطوير القوات المسلحة السعودية وفق أعلى المعايير العالمية.
مذكرات تفاهم في الصحة والبحوث الطبية لدعم الابتكار وتبادل الخبرات في الصناعات الدوائية والتقنيات الصحية الحديثة.
تعكس القمة الاستثمارية المرتقبة غداً في واشنطن عمق العلاقات الاقتصادية بين السعودية وأمريكا، وتؤكد على رغبة الطرفين في تطوير الشراكة الاستراتيجية عبر استثمارات مشتركة واتفاقيات في مختلف القطاعات الحيوية.
ويأتي هذا الحدث في وقت يشهد فيه التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين توسعاً ملحوظاً، ليؤكد استمرار الاستقرار الاقتصادي وتعزيز فرص النمو في مجالات متعددة تشمل التقنية، الصناعة، الطاقة، والصحة.
