اليوم نتحدث عن قلعة قباء العتيدة التي لا تزال شامخة، تشهد على أحداث تاريخية تعود للدولة العثمانية بالمدينة المنورة.
موقع قلعة قباء
توجد قلعة قباء في جنوب المدينة المنورة، بالتحديد في حي الدويمة بالقرب من طريق قباء الذي يربط بين المسجد النبوي ومسجد قباء، تقع على مقربة من مسجد قباء حوالي كيلو متر في إتجاه الشمال، وتبعد مسافة 2 كيلو متر عن المسجد الحرام في إتجاه الجنوب، توجد القلعة على مسافة 300 متر فقط من مسجد الجمعة.
تاريخ بناء القلعة
تم بناء قلعة قباء أعلى تلة صغيرة بمنطقة تسمى حرة بياضة، التي تعد جزء من حرة الوبرة التي توجد ضمن الحرار الغربية المحيطة بالمدينة، حيث كان بنو عمرو بن عوف هم أصحاب جامع قباء وكانوا يسكنون بجنوب حرة بياضة، ومن ناحية الشمال من بنو عوف كان يسكن بنو سالم بن عوف وهم أصحاب جامع الجمعة، ومن ناحية الشمال من بنو سالم كان يوجد بنو بياضة حيث كانت ديارهم موجودة بالحرة التي تم فيها إقامة القلعة، ثم تأتي منازل بني دينار ومنطقة المغيسة، وقد شهدت منطقة حرة بياضة رجم ماعز بن مالك، وقد شهدت أيضا أحداث قصة إرجاع عبد الله بن أبي إلى والده من الدخول إلى المدينة المنورة، إلا بإذن من رسول الله.
وصف للقلعة
تتميز أغلب القلاع الأثرية بالمدينة أنها قلاع عسكرية بُنيت خصيصاً للحماية، وتعد قلعة قباء من القلاع ذات الحجم المتوسط والشكل المكعب، ذات إرتفاع أطول من العرض، أما عن مساحتها فتبلغ 206م2، تتكون من الدور الأرضي ويعلوه طابقان أخران، ثم سطح المبني، الأمر الذي يجعلها تؤدي وظائفها بالرصد والمراقبة بشكل مثالي، بُنيت القلعة من الأحجار السوداء التي تتكون منها الحرة البركانية الصلبة، ثم لُبست بالجص وبمادة النوره المدينية، يوجد للقلعة بوابة واحدة فقط بالناحية الشمالية، وبكافة جهاتها بمختلف طوابقها يوجد الفتحات ذات الشكل المستطيل، تلك الفتحات مخصصة للمراقبة والرصد ولإطلاق الصواريخ، يبلغ عدد الفتحات الموجودة بكل جانب من 7 حتى 11 فتحة.
متى بُنيت القلعة؟
بُنيت قلعة قباء بين عامي 1334 -1337 مع عدد من الحصون والقلاع الصغيرة الأخرى، حيث قام فخري باشا بإصدار أوامره بإنشاء هذه القلعة مع القلاع والحصون الأخرى، وذلك من أجل التحصن ضد الهاشميين والقبائل التي تحافلهم، في أيام الثورة العربية التي نظمت ضد الحكم التركي، أما عن أسباب إختيار هذا المكان فذلك لكون يقع بين ثلاثة أماكن مقدسة، وهي الحرم النبيوي ومسجد الجمعة وكذلك مسجد قباء، فكان الأمر يتطلب التمسك بإدارة تلك الأماكن.