الأدب العربي

شرح قصيدة في حمى الموج

شرح قصيدة في حمى الموج

يخاطب الشاعر الطبيعة الفاتنة وأمواج البحر المتلاطمة ويشكو لها أحزانه وفراق الأحبة في غربته الروحية.

تدفق أيها الموج الطروب== قلي قلب على ألمي يذوب..اقترب أيها الموج الصديق وأسمعني صوت هيحانك العذب ، وأنعش قلبي المرهف المتألم الذي تعب من شدة الاغتراب الروحي…
يذوب من الأسى الدفاق حتى= كأن أساه ما شكت القلوب….لقد ذاب قلبي من شدة الحزن والأسى على فراق الأحبة ، حتى أصبحت شكواه تفوق شكوى قلوب المعذبين بفراق أحبتهم …
أعني من خريرك فهو طب = إذا ما خاب في الناس الطبيب….إن صوت أمواجك المتلاطمة تشفي العليل وتبعث الحياة في قلب كل مريض ، وتغني عن مداواة الطبيب …
تحجر كل من أرجو رضاه= فأين للوعتي أين الحبيب..لقد أصبحت الأشياء لا قيمة لها أمامي، وزاد حنيني صبابة وعَظُمَ اشتياقي إلى أحبتي و رفاقي ..
تدفق أيها الموج المغني =فلي من روحك الغالي نصيب..انهمرْ أيها الموج وارتفع بمياهك العذبة الهائجة ، واشمخ للعلا، فإن روحي تواقةً إلى ذلك الشموخ والكبرياء…
أعيش في بيئة كالصخر موتا = وكم في الصخر تحنان عجيب…..لقد أمضيتُ حياتي في بيئة حزينة وكئيبة وخيّم البؤس عليها والشقاء ، حتى حجارة البيت كانت تشكو العذاب والفراق وتتوقُ إلى حياة سعيدة وهانئة…
أنست إلى الجماد ففيه عطف = ومزقني المصاحب والقريب…لقد لجأتُ إلى جمال الطبيعة وجماداتها وحيويتها ولطافة رونقها، بسبب معاناتي من ظلم الحبيب وشكوى الصديق…
وأصبح لي القريب قريب موج = يداعبني و صادقني الغريب…لقد غدت الطبيعة رفيقتي، وصار الموج من أعز أصدقائي، يلاعبني بأمواجه المتلاطمة ، وأصبح كل غريب عني بمثابة الصديق عندي…
يا هذي الرمال وعيت نفسي = فنفسي شعلة ولها لهيب..أيتها الرمال الصديقة لقد انكوت نفسي بلهب أنفاسك الحارة نتيجة الشوق والحنين، واشتعلت جوانحي لهفة بفراق الأحبة..
تكاد النار تلفظ منك لفظا = وتطفئها المياه ولا تغيب… لقد انبعث وهج النار الملتهبة من تلك الرمال، ولكن مياه الشاطئ أخمدته، وفي كل فترة يزداد اللهب ومياه الشاطئ تخمده…
أحن إليك تحناني لأصلي = وأصلي فيك جذاب مهيب..بمناجاتك أيتها الرمال أحنُّ إلى أصالتي وتاريخي، وأفخر بنفسي ، وتنجذب روحي إليك وإلى مكانتك المرموقة و الشامخة…
فخليني إذا أفنى وهمي = ففيك يبدد الروح الكئيب ..لقد تحطمت عواطفي وفني عمري ،ولكن بوجودك أيتها الرمال المحملة بالعواطف أزيلت كل مراحل الألم والخجل، وازدادت قوة النفس تألقا وتآلفاً ومحبة …
وعندك ينشد الموج الأماني = ويلتجئ المعذب والأديب..وعلى ضفافك أيتها الرمال تعزف الأمواج أجمل الألحان والأغاني ، وفي محرابك ملجأً للإنسان المضهد والمعذب وملاذاً للصديق والقريب والأليف.

السابق
بحث عن سورة يس
التالي
\”لاعب النصر عبدالمجيد الصليهم يخضع لبرنامج علاجي بعد إصابة في الركبة ومشاركته في المباريات القادمة مجهولة\”