الانتحار
أصبح الانتحار من الظواهِر المنتشِرة في الفترة الأخيرة، حيث تشير التقارير والدِّراسات إلى أنَّها في تزايدٍ مستمر، وبدأت تظهر في كلّ المجتمعات حتى المجتمعات العربيّة التي كانت لا تعاني من هذه الظاهِرة، ولكنّها من الظواهِر التي تحاوِل الحكومات إيجاد الحلول لمنعها، وتكثر هذه الظاهرة في المجتمعات الغربيّة بشكلٍ كبيرٍ جداً وأحيانا ً يكون الانتحار بشكلٍ جماعيّ.
الانتحار هو إقدام الشَّخص على إيذاءِ نفسه للقضاء على حياته، حيث قد يكون متعمِداً مع أهليته، أو قد يكون يعاني من اضطراباتٍ نفسية ويعتبر غير مسؤولٍ عن تصرّفاته، أو قد يعاني من هلوسات تسّهل عليه عملية إيذاء نفسه.
تتعدّد طرق الانتحار فمنها قتل النفس بواسطة إطلاق العيارات الناريّة، أو من خلال تفجير نفسه باستخدام القنابِل، كما يمكن تناوُل المواد الكيميائيّة مثل الأدوية أو المنظِّفات الكيميائيّة أو السم وكلّها تسبب الوفاة، أو يمكن قطع الشرايين التي تغذي الجِسم بالدَّم مما يؤدي إلى نزفٍ لكميّاتٍ كبيرةٍ من الدَّم، أو يمكن شنق النفس باستخدام حبل أو سلك، أو أية طرق أخرى تقضي على الحياة.
رأي الدين الإسلامي في الانتحار
الانتحار من الكبائِر التي تُدخل صاحِبها النار وتخلِّده فيها، قال تعالى في سورة النِّساء ((وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً * وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيراً))، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قتل نفسه بشيءٍ، عذِّب به يوم القيامة))، وهذا دليلٌ واضِح على أن المنتحر يبقى يتعذّب بالجريمة التي أقدم عليها إلى يوم القيامة وبأنه يبعث عليها.
يُجمِع أهل السنة والجماعة أنَّ المنتحر الذي يؤمن بالله تعالى ومات هو مسلِمٌ فهو لا يخرج من دائرة الإسلام ولا يموت كافراً، وإذا كان انتحاره تحت ظروفٍ خارجةٍ عن إرادته فالله تعالى قد يعفو عنه بالحسنات التي كان يقوم بها أو قد يعذِّبه فهذه الأمور من عِلم الغيب.
أسباب الإقدام على الانتحار
انعدام الوازِع الديني، فعندما يفتقر الشخص إلى الإيمان بالله تعالى وبأنَّ هناك يوم حساب، وأنَّ الإقدام على أذيَة النفس محرّمة بكافة الأشكال والطرق مهما كانت صغيرة، فهذا يجعله يرى من إنهاء حياته انتهاءً لمشاكله وهمومه.
المشاكِل النفسيّة مثل الاكتئاب أو العزلة والابتعاد عن الناس، فكثيراً ممن يقدمون على الانتحار يكون السبب عدم الشعور بالأهمية، وبعدم رغبة من يحيطون بهم بوجودهم، والتعرّض للضغوطات النفسيّة المختلفة.
المشاكل الاجتماعية مثل البطالة وعدم إيجاد فرص عمل، والفقر الذي يُخيّل لصاحبه أنّه بذلك يتخلّص من هم الفقر وخاصةً إذا كان يعيل عائلته، أو التفكك الأسري وكثرة المشاكِل في الأسرة، والفراغ الذي قد يقود صاحبه إلى الشّعور بعدم أهمية الحياة لعدم وجود أية أهدافٍ فيها تشجِّعه على العمل والانطلاق نحو الحياة.
تعاطي المخدِّرات التي تهيّء للمدمن أموراً غير ما هو في الواقِع، كما أنّ حاجة المدمن إلى المخدِّرات أحياناً وعدم توافرها يسبب له حالةً نفسيةً وجسديّةً سيئة مما يدفعه إلى الإقدام على الانتحار للتخلّص من هذه الآلام.
تناوُل بعض الأنواع من الأدوية التي تسبب الهلوسات للشخص وتخفف له من حدّة ما هو مقدم عليه.