يستحسن احياناً استعمال المصطلح اللاتيني لوصف ظاهرة نفسية معينة و في هذا الإطار ظاهرة الخوف من ان تفتقد فرصة او شيئاً ما و بسبب ذلك تجبر نفسك على سلوك معين ربما لا رغبة لك به. الظاهرة تعرف بالانكليزيّة ب Fear of Missing Out و يتم اختصارها ب FOMO و هذا المصطلح المختصر دخل قواميس اللغة منذ عام ٢٠١٣.
المصطلح يعني الشعور المستمر بأنك ان كنت غائبا قد تفتقد تجربة إيجابية تؤدي الى الشعور بالابتهاج و في حوزة اقرانك و أصدقائك و معارفك من تجارب و فعاليات. الافكار التي تصاحب هذا الشعور بعدم الراحة و القلق هي:
١ “لم يكن اختياري صائباً”
٢ ” الكل يسرح و يمرح عكس حالتي الان”
٣” أنا إنسان فاشل”.
يصاحب هذا الشعور بالفومو القلق و عدم الشعور بالامان و الحسد.
فومو و المواقع الاجتماعية
ولد هذا المصطلح مع انتشار استعمال المواقع الاجتماعية و خاصة الفيس بوك و نشر صور فعاليات و حفلات و احتفالات و إنجازات يتم تضخيم حجمها و أهميتها. يشعر البعض من الشعور بالخيبة مع رؤية احد الاصحاب و هو يزور مكان ما او جالساً على مائدة طعام او يستلم جائزة ما و غير ذلك. يشعر الانسان مع هذه المشاهد و المنشورات بعدم الارتياح و يحاول تقليد ذلك بصورة او اخرى.
من جهة اخرى يتقصد البعض في استعمال المواقع الاجتماعية و نشر صورهم و الحديث عن فعاليتهم مستهدفين بعض الأصدقاء.
فومو لا تقتصر على المواقع الاجتماعية فقط و هي ظاهرة ليست بالحديثة و مصدرها ولادة المجموعات البشرية الصغيرة التي تتواصل مع بعضها من خلال الاجتماعات و الحديث. كان الانسان القديم يجبر نفسه على حضور اَي مجمع او حفل خوفاً من ان يفتقد شيئاً ما يتم الحديث عنه. من جهة اخرى يستغل الانسان هذا الاجتماعات ليستعرض ملابسه و إنجازاته مستهدفاً الآخرين احياناً و ان بالغ في ما يقول فمن الصعب ان ترى أحداً ينتقده.
فومو أيضاً كثيرة الملاحظة في تاخير الانسان لاتخاذ قرار ما بشأن عمله او التوقف عن عملٍ ما بسبب الخوف من يفتقد مكانته المهنية و سلطته في هذا المكان بالذات.
ما هو سبب الظاهرة؟
سبب واحد فقط لا غير و هو عدم سعادة الانسان.
كيف تتجاوزها؟
تنتبه اليها و تسال نفسك هل أعاني من هذه الظاهرة؟. عند ذاك لا تغير رأيك و لا تسعى لعمل ما يفعله غيرك او تجبر نفسك على المشاركة بفعالية لا رغبة لك فيها.