ابن سعيد المغربي
هو علي بن موسى بن محمد بن عبد الملك ابن سعيد العماري الغرناطي نور الدين أبو الحسن المؤرخ المالكي ، المعروف ايضا بابن سعيد الاندلسي ، ولد سنة 1214 م – 610 هـ ، في مدينة غرناطه ونشأ بها ، تعتبر عائلته من العائلات العريقه في الحسب والنسب وكان لهم صلة بالملوك والامراء وأبوه من أهل الادب والتأليف وقد بدأ جده كتابة ” المغرب في حلى المغرب ” وأكمله والده ولم ينجزه وأكمله هو بعد والده .
عمل ابن سعيد عند وزير الموحدين ابن جامع هو ابن عم له فوقعت بينهم فرقة فخشي ابن سعيد عاقبتها فاستأذن للذهاب لمكه بحجة أداء الحج ، وغادر الى الاسكندرية سنة 1241 مع والده الذي سبقه اليها وأقام هنالك . فتأخر عن موسم الحج فغادر الى القاهره والتقى ب البهاء زهير وأيدمر التركي وابن يغمور الذي كان رئيساً للأمور في مصر .
وقد كتب ابن سعيد عن مصر والفسطاط كلاما اعطى فيه صوره حيه لما كانت عليه الامور هنالك فقد وصف الشوارع والابنيه والازقة والطرب و الاحياء المخصصه للهو ، وقد جاءالى مصر رسولا من الملك ناصر صاحب حلب الى كمال الدين بن العديم فتعرف بابن سعيد وعندما عرف ما غايته من زيارة مصر قال : ” نعينك بما عندنا من الخزائن ونوصلك إلى ما ليس عندنا كخزائن الموصل وبغداد وتصنف لنا ” فانتقل ابن سعيد الى حلب حيث وصل الى الملك ناصر وعرفه على العديد من رجال العلم والقلم ثم غادر الى دمشق ودخل مجلس السلطان المعظم وثم ذهب الى الموصل ثم بغداد والبصره وبعدها غادر لاداء فريضة الحج ثم عاد الى المغرب ونزل في اقليبه بتونس ، ثم رجع الى الاسكندريه هند الملك الناصر وقد اطلعه على ما جرى مع التتار وعن هجوم هولاكو على حلب وما تركه من آثار الدمار والتخريب .
وقد أصبح ابن سعيد يعد مؤرخاً، شاعراً ، عالم بالادب وعلوم اخرى .
ومن مؤلفاته :
• المغرب في حلى المغرب .
• الغصون اليانعة في محاسن شعراء المئة السابعة.
• الأدب الغض.
• ريحانة الأدب.
• المقتطف من أزاهر الطرف.
• الطالع السعيد في تاريخ بني سعيد .
• ديوان شعره
• النفحة المسكية في الرحلة المكية
• نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب
• وصف الكون، في الجغرافيا
• بسط الأرض، في الجغرافيا.
• القدح المعلي، في تراجم بعض شعراء الأندلس.
وتوفي ابن سعيد المغربي سنة 673 هـ وقد أوصى ابنه ابا الحسن بقصيده :
أودعك الرحمن في غربتك ….. مرتقبًا رُحماه في أوْبتك
وما اختياري كان طوع النَّوى…… لكنني أجري على بغيتك
فلا تطل حبل النَّوى إنني ….. والله أشتاق إلى طلعتك
وكل ما كابدته في النوى …… إياك أن يكسر من هِمَّتك
فليس يدري أصل ذي غربة ….. إنما تعرف من شيمتك
وكل ما يقضي بعذرٍ فلا …… تجعله في الغربة من إربتك
ولا تجلس من فشا جهله ……. واقصد لمن يرغب في صنعتك
ولا تجادل أبدًا حاسدًا…….فإنه أدعى إلى هيبتك
وامش الهُوينَى مظهرًا عِفَّة ……. وابغِ رضا الأعين عن هيئتك
أفش التحيات إلى أهلها …… ونبِّه الناس إلى رُتبتك
وانطق بحيث العي مستقبح …… واصمُت بحيث الخير في سكتتك
ووف كلاًّ حقَّه ولتكن ……. تكسر عند الفخر من حديتك
ولا تقل: أسلم لي وحدتي …… فقد تقاسي الذل في وحدتك
ولا تكن تحقر ذا رتبة …… فإنه أنفع في غربتك
واعتبر الناس بألفاظهم …… واصحب أخًا يرغب في صحبتك
بعد اختبار منك يقضي بما ……. يحسن في الآخذ من خلطتك
كم من صديق مظهر نُصحه ……. وفكره وقف على عثرتك
إيَّاك أن تقربه: إنه ……. عون مع الدهر على كُربتك
ولا تضيع زمنًا ممكنًا …… تَذكراه يذكي لظى حسرتك
والشر مهما اسطعتَ لا تأتِه ……. فإنه جَور علىمُهجتك